هذه نظرة سريعة عن عام تحت حكم مرسى .. ورصد وتحليل شخصى وسريع للحراك الشعبى والثورى لاسقاط نظام الاخوان ..
اسقاط حكم الاخوان وفكرة المتاجرة باسم الدين ليس مجرد فترة حشود 30-6 او التضحيات الحالية .. هى ثورة تقف خلفها تضحيات كثيرة بُذلت خلال اكتر من عام من قبل حتى حكم مرسى .. منذ ايام احداث مجلس الشعب قبيل مذبحة بورسعيد والاعتصامات ضد الاخوان مجلس الشعب وحملة مقاطعون داخل الميدان وغيرها ..
اسقاط النظام المتأسلمين تم عبر تضحيات كبيرة لجيل جديد صغير السن من الثوار وتضحيات مهولة لاهالى مناطق شعبية ضد الظلم واستغلال الدين .. هناك فوق الـ 400 شهيد و اكثر من 9 الاف مصاب و 4800 معتقل ضحوا بحياتهم او جزء من جسدهم او جزء من عمرهم ضد حكم الاخوان .. هؤلاء من ضحوا وهم اكرم من فينا وهم من يجب القصاص لهم وتخليدهم فى صفحات التاريخ .. ومن بين اجمالى المعتقلين هناك 900 مواطن تقريبا خلال عام واحد فقط تم اعتقالهم بسبب اشتباكات عمال او اهالى قرى ومراكز مع قوات الامن لمطالب اجتماعية واقتصادية مشروعة تخصهم ..
حصر باسماء الشهداء فى عهد المعزول من ويكى
ثورة
حصر باعداد المصابين فى عهد المعزول من
ويكى ثورة
وهنا حصر باسماء المعتقلين فى عهد المعزول
من ويكى ثورة
كان المشارك الاكبر فى النضال على الارض ضد حكم المتاسلمين - الشباب صغير السن حيث كان لجزء منهم استشهاد جيكا المحرك لقطاع عريض من الطلاب والشبان اعمارهم تتراوح ما بين 15 الى 18 سنة .. شباب كُثر لا يعرفون جابر جيكا بصفة شخصية واعتبروه قدوة وهدف لهم وكثير منهم ابدل اسمه باسم جيكا .. هم آمنو بيه فأحيا روحا قوية بداخلهم كانت ظاهرة بوضوح مثلا خلال احداث الاتحادية الاولى بهتافات "جيكا" للصمود اثناء الكر والفر .. هذا الجيل الجديد شارك فى وقفات متوالية وساهم فى كثير من اشتباكات عبثية رفضها تماما جيل اقدم او اكبر سنة واكثر حكمة او خبرة ومما يطلق عليه نشطاء .. ظهر دورهم الكبير بداية من احداث سفارة سوريا الاولى 18-7 بعد 18 يوم فقط من حكم مرسى ومرورا باحداث سفارة امريكا وسيمون بوليفار والاتحادية والمقطم .. هم استمروا فى التضحية وفى " استنزاف النظام " بصورة اسبوعية واحيانا يومية حتى سقوطه ..
الجيل الاقدم او الاكبر سنا
الجيل الاقدم او الاكبر سنا او ربما الاكثر حكمة
او خبرة او مما يطلق عليهم نشطاء والمشاركين بكل قوة من اول الثورة او من عهد العسكر
.. من الممكن اعتبار ان جزء كبير منهم اُرهق نفسيا مما وصل اليه الحال مقارنا اياه باجواء
الـ 18 يوم المثالية التى لا تتكرر .. جزء منهم تعب جسديا وماديا من النضال والنزول
خلال عام ونصف .. جزء اصبح فى حاجة للعمل والاهتمام بحياته الخاصة ولو قليلا .. جزء
سخط على احداث العنف المتكرر بلا مبرر من الصغار .. جزء اراد اعطاء فرصة لنظام منتخب
حتى يجرم فيتحرك ضده منهم من انضم بعد الاعلان الدستورى ومنهم من انضم بعد تمرد ..
جزء نبذ الاقتتال الاهلى بين مؤيدين ومعارضين ورفض المشاركة باى دعم .. فى النهاية
كتير منهم دعم المقاومة ولو من بعيد , كان لكل منهم دوره الكترونى او معنوى ولو بالتضامن
حتى , وهذا لا يقلل من مجهود احد .. فالثورة عمل متكامل كل فرد له دوره وله مشاركته
الخاصة بطبيعته المختلفة .. الدكتور فى المستشفى الميدانى والمحامى فى النيابة والاشباح
فى الاشتباكات والحقوقى مع الضحايا والكاتب فى المكتب والاعلامى فى القناة والصحفى
بيصور وبينقل .. حتى "اللى ملوش فى الضرب" ويقف وسط الميدان ويملأه خلف الاشتباكات
له دوره انه يكون ضهر للصفوف الامامية .. واللى "بيتوت" وبيوصل الفكرة من
الارض او حتى بيعمل دوشة على النت عن الفكرة وهو قاعد فى البيت له دوره المهم ..
مما تم ملاحظته ان اشتباكات احداث ذكرى الثورة واشتباكات مارس كان لها طابعا خاصا دونا عن اية اشتباكات اخرى .. فالمساهم الاكبر فيها اهالى المناطق الشعبية السيدة وفيصل وشبرا والشرابية والمطرية وامبابة وبولاق .. وهؤلاء اناس غير مسيسين اطلاقا مجرد اهالى بسطاء "الاخوان جم على رزقهم واكلوهم وشربوهم شريعة وشرعية" او ناس غلابا لهم ثأر عند الداخلية ونازلين ياخدوه بنفسهم وسط الاشتباكات .. كثير من النشطاء والثوار لم يكونوا مقتنعين بتلك الاشتباكات رغم انها لاهداف سياسية او ثورية ولكن الاهالى هم من صمدوا امام جبروت الداخلية .. واذا نظرنا من منظور حقوق اقتصادية واجتماعية , هناك انتفاضات كبيرة لاهالى قرى ومراكز عديدة وعمال شركات ومصانع للمطالبة بحقوقهم المسلوبة استكمالا لدرب انتفاضاتهم السنوات الاخيرة فى عهود المخاليع , فسقط كتير منهم شهداء ومصابين ومعتقلين خلال عام مرسى .. وعلى سبيل المثال اهالى رملة بولاق والقرصاية وكفر الامشوطى وعمال اسمنت بورتلاند وشركات الكهرباء ..
حملة تمرد لها دور كبير الفترة الاخيرة - مهما كانت توجهاتهم او علاقاتهم وان اختلفت معهم - وهذه حقيقة لا يمكن انكارها .. "فكرة" تمرد – التى شارك فيها مئات الشباب المتطوع هى التى حركت الشعب - الغاضب - وجمعته فى مكان واحد وعلى هدف واحد , وقبل كل ذلك أحيت روحا قوية لثوار عديدون من المحبطين والمجهدين , وحركت افكار سلمية جديدة للتغيير لم يكن من الممكن ان تتم بالعنف المنظم او العبثى ..
كم التضحيات الهائل خلال اسبوع عزل مرسى من الاهالى العاديين فى مختلف المناطق والمراكز بين السريات المقطم المنيل المعادى الاسكندرية المنصورة الغربية الشرقية اسيوط ومختلف المحافظات .. ربما ما يتجاوز الـ 100 شهيد سقطوا فى "اسبوع انتفاضى" خلال احداث عزل مرسى اثناء تصدى الشعب للاخوان واعوانهم وابتلاع الافكار الارهابية تحت اسم الاسلام .. الشعب وحده – وليس النشطاء او الثوار او الجيش او الشرطة - هو الذى وقف فى الشوارع والحوارى ضد ارهاب الاخوان وعزلهم شعبيا فسقط منهم الكثير شهداء وجرحى , لم ينتفض لهم احد لانهم اناس بسيطة من الشعب وليسوا نشطاء او مشاهير ..
على الجانب الاخر , رأينا الشعب لاول مرة ينزل فعليا للشارع بصورة لم تحدث من قبل , كل هذا الكم الهائل من الحشود فى 25 محافظة فى يوم واحد .. الشعب بكل اطيافه واعماره الاهالى العادية اهلى واهلك وجيراننا وولادهم وحزب كنبة وبياعين واصحاب محلات وعواطلية كلهم نزلوا .. كله نزل من نفسه وشارك فى اقرب مسيرة لبيته .. المسيرات كانت فى كل ركن فى القاهرة والجيزة تقريبا وكل مجموعة فى شارع جانبى كانوا يتجمعون معا بعض للهتاف والمشاركة فى رحلة الميدان .. لاول مرة فى حياتى ارى هذا الكم من البشر فى غضب حقيقى .. لم تحدث حتى فى يوم 25 يناير 2012 التى كنت اعتقد ان من نزل يومها كثير من الشعب معنا لاول مرة ضد حكم العسكر لكن ليس حزب الكنبة "بالشعب بسلطاته ببابا غنوجه" .. الشعب الاخر الذى نزل شارك لاول مرة فى الثورة وابتدع ثورة جديدة بطقوس جديدة نشهدها لاول مرة.. "احتجاجات كرنفالية" .. هى غير الثورة الضاحكة اللى كانت من سنتين .. شاهدنا الشعب الاخر يحتفل ويرقص ويغنى وهو يطالب باسقاط النظام .. رأينا الشعب الاخر يهتف بقوة بلا كلل دون ان يعرف كيف يهتف وماذا يهتف فكانوا يكتفون بهتاف من القلب مصر مصر .. لاحظنا الشعب الاخر وهو مازال يتعلم كيف يعتنى بميدانه واهمية دوره العظيم .. طلب الشعب الاخر عزل الرئيس ونزول الجيش فكان له ما اراد , وربما يثور معبرا عن رايه بخلافنا فى يوم من الايام .. والمكسب الحقيقى أن الشعب من نفسه بدأ يستوعب أهمية ايصال صوته ورايه اهمية الوقوف ضد الفساد والظلم وآنذاك ستكون "فكرة الثورة" قد وصلت .. كان الاهالى يوميا يذهبون الى اعمالهم وفى نهاية اليوم يصطحبون اسرتهم الى الميادين مع شراء "الآيس كريم والفشار" وكأنها "نزهة لخلع النظام" .. ما حدث خلال الموجة الثالثة من الثورة 30-6 يحتاج لتحليلات أعمق وأكبر كظاهرة جديدة وليس مجرد حدث عادى ..
وهنا تقرير عن الاعداد والتضحيات يوم
30-6 من ويكى ثورة
لا يمكن انكار دور الاعلام وخاصة شباب الصحفيين والاعلاميين فى الجرائد الخاصة رفقاء الميادين المؤمنين بقوة بمبادىء الثورة فهم حملوا على عاتقهم هَم ايصال حقيقة الثورة وفضح الظلم والفساد للشعب , وضحوا بالكثير خلال عام مرسى من اجل حرية الصحافة والراى والتعبير , فتعرضوا للضرب والاعتقال والبلاغات الكيدية والتهديدات ومنهم من قتل كالشهيد الحسينى ابو ضيف .. وهناك ايضا منهم من يعمل مجانيا ايمانا بدور الصحفى فى نقل الحقائق وكشف الزيف منبثقا من تشبعه بمبادىء الثورة .. وهناك الحراك الكبير فى الصحافة الالكترونية وشبكات الاخبار المفتوحة لكل الشباب من بعد الثورة , والتى توسعت اكثر ضد نظام الاخوان , لتستوعب داخلها جزء كبير من الثوار كحراك جديد لهم , وتوصل الفكرة لقطاع اعرض من الشباب .. ويجب ان نخص بالذكر الدور الكبير لبرنامج باسم يوسف - سواء زهقت منه ولا لا - بس هو فعليا كان سلاحا قويا لتوعية الاهالى البسيطة عن المتاجرة والخداع باسم الدين وتلويث الدين بالسياسة , واستطاع بسهولة اختراق المنازل والمقاهى فى المراكز والقرى وعرى كذب النظام وظلمه امام عقول قطاع عريض من المجتمع ..
واخيرا دور المنظمات الحقوقية والمجتمع المدنى الذى تطور كثيرا خلال سنتين ونصف من عمر الثورة .. مع مرور الوقت فى عهد مرسى تعددت المنظمات وفُتحت المجالات وازداد التنافس واصبحت لها كلمة رنانة امام الراى العام مع بروز دور كبير للجمعيات والمبادرات والحركات لحقوق الاطفال وضد التحرش وحماية حقوق المراة .. فصارت اكثر تنظيما وترابطا وتشكلت العديد من الائتلافات .. واصبح ضغط المنظمات والمجتمع المدنى اكثر قوة ووضوحا على الدولة والحكومة .. فتم تعديل سياسيات خاطئة وقوانين معيبة ومنهاج مؤسسات قمعية وفاسدة بصورة ملحوظة ..
احمد عاطف
5 يوليو 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق