الخميس، 21 نوفمبر 2013

رأي شخصي وتحليلي حول أحداث الذكري الثانية لمحمد محمود




ممنوع دخول كلاب السيسي أو مرسي

* الجانب التنظيمي للتظاهرات وإحياء الذكري ( 18 و 19 نوفمبر )

من ناحية التنظيم يوم 18 نوفمبر بميدان عابدين:

- كان ليا شوية انتقادات بسيطة علي المنصة وإضائتها وترتيبات كلمات المتحدثين والسماعات والمحتوي العام بتاع اليوم, لكن مجمل اليوم كان رائع بتجميع عدد "كبير" من الشباب المعارض للقطبين "العسكر والاخوان" عبر أجواء ثورية في مكان بعيد عن أية محاولات لإفتعال أزمات وإفشال اليوم أو الدخول في اشتباك عبثي كثير بيرفضه.

من ناحية التنظيم يوم 19 نوفمبر بشارع محمد محمود والتحرير:


- من الناحية التنظيمية داخل شارع محمد محمود أو المسيرات كان رائع حتى لو كان فيه اراء معترضة علي توجهات سياسية أو أهداف أعلامية, لكن معجبنيش الصراحة فكرة إن محمد محمود بس للثوار وسايبين باقي الميدان لكلاب السيسي أو غيرهم يمرحو فيه, حتي لو اتفقت كل القوي عليه اللي في الآخر لا تمثل الثورة. ميدان التحرير كله ملك للثوار ومفيش حاجة اسمها هناخد جزء ونسيبلكو جزء وسيبونا في حالنا. وعجبني تصرف مجموعة أعلام الشهداء اللي قاموا بطرد كلاب السيسي من صينية لغاية المتحف.

- برضه ميدان التحرير كان عبارة عن عك, تواجد عدد من الإخوان والمؤيدين لمرسي ظهروا خاصة أثناء المباراة وممكن تشمهم وتلمحهم في مسيرات هتافات الاولتراس ومناهضة العسكر, تواجد عدد من الفلول ومؤيدي السيسي متشرذمين, لكن الأهم إن اليوم كان بتاعنا ومحدش قدر يعلن عن نفسه وسط عددنا الكبير وتنظيمنا وتوحدنا.

* الجانب المعنوي للتظاهرات واحياء الذكري ( 18 و 19 نوفمبر )

من ناحية الجانب المعنوي يوم 18 نوفمبر بميدان عابدين:

- المسيرة التي اقتحمت ميدان التحرير وقامت بتحطيم نصب "الدولة" التذكاري –اللي يعد عمل ثوري- كرمز لكسر قرارات وقوانين الدولة وحكومتها الفاشية باسم الثورة. ولأول مرة من شهور طويلة, الشباب المؤمن بالفكرة يمكثون ليلة في التحرير لاستعادة أجواء وروح الميدان مرة أخري.

من ناحية الجانب المعنوي يوم 19 نوفمبر بشارع محمد محمود والتحرير:

- كان في التحرير عدة آلاف من الشباب المعارض للقطبين غطوا ظهور أي هتافات أو توجهات أخري لأي مجموعات مخالفة وسطها, تكرار الهتافات ضد الطرفين ثبت الشباب المتجمهر علي المبدأ وكأن الناس بتلمس بعضها وبتلاقي نفسها وبتتجمع أرواحها بعد حالة الغيبوبة الأخيرة. أما شارع محمد محمود نفسه كان كله نقاء ثوري, ببساطة مش هيحس بقيمته وخلوده إلا اللي شارك في ملحمته. 

- أهم حاجة أنك بتلمس أجواء الثورة والميدان تاني بكل مزاياها وعيوبها, حسيت في التحرير إن فيه جيل جديد لسه بيتولد بأفكار جديد في العهد الرابع للثورة, بعد أجيال 28 يناير وجيل محمد محمود وجيل جيكا.

- أهمية الفعاليات دي مش توجيه الشارع للطريق الصح اللي لسه قدامه كتير, لإننا لسه بنتجمع أصلاً بعد حالة الغيبوبة اللي جت للشباب من اكتئاب وإحباط وملل ويأس وتشويش وعدم استيعاب للواقع, بس الاقل توحيد وتجميع الصفوف وإحياء الروح.

* الشعارات والأعلام

- الصراحة أنا معترض علي جرافيتي "مانيفيستو الشعب", لأول مرة في شارع محمد محمود نلاقي جرافيتي "سياسي", بعد محاولات سابقة مؤسفة لتسيس الشهداء علي جدران الشارع. رسالة "مجهزنهولك مغري" بليغة لفئات كتير من الشباب, بس كانت ممكن تكون أعمق وأنقي.

- أعلام الشهداء هي نفسها الأعلام التقليدية, وإن كنت بقترح نبدأ نركز علي أعلام شهداء آخرين غير المعروفين اسماً وشكلاً, من أول الثورة واحنا معندناش غير 30 40 شهيد بنلف حواليهم, دورنا نعرف نفسنا ونعرف الشارع بكل التضحيات اللي في الآخر كلها في مقام واحد, أيوة ننزل في كل المسيرات بأعلام كبيرة لشهداء محدش سمع عنهم ولا حد شاف اسمهم قبل كده, ايه المانع؟

- شعار الأصابع التلاتة نفسه –أو الخمسة- مش مقتنع بيه, لأنه بكل وضوح تم اختياره لتمييز الصف الثوري عن مؤيدي الشرعية, ومش لانه فعلا هو يعبر عن افكارنا ومبادئنا, وأصلاً مش مقتنع اننا نحصر نفسنا وافكارنا ومبادئنا في شعار أو رمز معين. هو ميزته أنه يجمعنا ويعرفنا بعض مؤقتاً لكن مش عاجبني أنه يبقي شعارنا الدائم.

- للأسف مفيش أهداف عامة محددة لينا حاليا. طبعاً إحنا أصلاً عمرنا ما اتفقنا علي هدف محدد, لأن ميزتنا إن كل واحد بدماغه وأراءه ومحدش بيوجهه, بس حتي مفيش مطلب ثوري قوي محدد وكلنا نلتف وراه زي مثلاً إقالة وزير الداخلية او أقالة الحكومة أو منع المحاكمات العسكرية للمدنيين. ومحدش يقول هننزل نثور ونسقط النظام وخلاص, لأنها عمرها ما اتحسبت كده وهدفنا حالياً أننا نخنق الدولة والنظام. لكن مثلاً لو فكرت إننا نعتصم في التحرير هيبقى ايه المطالب, اسال عشرة هتلاقي 10 أجوبة مختلفة تماماً.

* حركة كلنا جابر جيكا

- ظهرت خلال يوم 18 نوفمبر تحت اسم فعالية إحياء ذكري محمد محمود –اللي للأسف كانت تدشين لحملة تحمل اسم شهيد- وبرضه مقتنع أن مينفعش نقتصر الشهيد وتضحيته العظيمة علي حركة أو مجموعة أشخاص أياً كانوا. أصلاً مش مقتنع أن فيه حد علي وجه الارض يملك حق الحديث باسم دم الشهيد بما فيهم أهله وأصحابه المقربين اللي هما نفسهم ممكن كانوا بيختلفوا معاه أو رافضين أفكاره. أهله ورفاقه ممكن يقبلوا القصاص في دمه أو تعويض مادي أو معنوي. لكن الفكرة اللي نقلها الشهيد بتضحيته أعظم وأكبر من أي حاجة تانية.

- وكانت من الحاجات المؤسفة أننا نلاقي جمل وسط البيانات عن إحياء الذكري الأولي لأحداث محمد محمود الثانية (للشهيد جيكا) أو يوم 20 نوفمبر إحياء تاني لذكري محمد محمود الثانية (يوم إصابة جيكا). هي محمد محمود ملحمة واحدة 2011 وما عدا ذلك كانت اشتباكات عادية أو عبثية, وده لا يقلل من قيمة أي شهيد في أي واقعة لأن التضحية واحدة والفكرة واحدة. وكأننا بعد خمس ست سنين ممكن نحيي ذكري محمد محمود 2 مش محمد محمود 1. ولو سالت حد أصلاً عن أسامي شهيدين أو ثلاثة من محمد محمود مش هيعرفوا, عشان كده مهم فكرة الأعلام والتوثيق للصقها بذاكرة الشباب والناس.

* واقعة حرق العلم

- مكنتش موجود أثناء واقعة حرق العلم, بس مش هعيط علي علم عمره ما يختزل فكرة الوطن في حتة القماشة بتاعته, وأسيب دم ولاد البلد بيسيح ع الارض.

* اشتباكات عبثية ليها خسائر ومكاسب ( 19 نوفمبر )

- الاشتباكات العبثية اللي ممكن نقول بدأت من عهد مرسى ولسه مستمرة وليها طابع مختلف -عدم وجود أي مطلب لها- عن اشتباكات عهد المجلس العسكرى بما فيها العباسية. هي ليها خسائر زى أى واقعة اشتباك شهداء ومصابين ومعتقلين. واللي أنا مقتنع بيه إن كل واحد موجود وقت اشتباك هو بيتحمل مسئولية نفسه وقراره. وأصلاً فيه فرق بين مسئولية "حشد تظاهرة" ومسئولية "إفتعال اشتباك" اللي شايف برضه كلاهما ملوش علاقة بأي حد قرر يتواجد ويشارك في الاشتباك.
- الاشتباكات العبثية رغم خسائرها بس أحياناً لها مكاسب معنوية لفئات من الشباب أهميتها من الآخر "تف في وش الحكومة وكسر عين الداخلية والدولة والبعض بيعتبرها زي معارك استنزاف النظام", وهنا لأول مرة تصطدم مع النظام بوضوح من أجل أهدافك ومبادئك الثورية الواضحة اللي لم يجرؤ كثير من إعلام المصلحة علي تزييفها, وممكن تقول أجوائها رجعت عزيمة كبيرة لناس كتير.

هناك 3 أنواع من الاشتباكات حدثت خلال يوم 19 نوفمبر


- أولاً طرد كلاب السيسي من صينية التحرير عبر فريق أعلام الشهداء. أقوي واقعة حققت مكسب يومها, تنضيف الميدان بأكلمه المملوك للثورة وفرض إرادة الثوار عليه لباقي اليوم.
- ثانياً اشتباكات كلاب السيسى مع المتظاهرين بعبد المنعم رياض كأنها كانت مسرحية عرائس وفيه حد بيحركها من ورا. قبل المباراة اشتباكات بين أبناء وأطفال السيسى مع أطفال التحرير, بدأت المباراة والكل انشغل فيها, بين الشوطين مسيرة من 150 واحد مؤيد للشرعية وصلت للصينية واشتباك وطردهم لعبد المنعم رياض, الشوط الثاني والكل انشغل, بعد انتهاء المباراة بقليل حدثت اشتباكات مرة أخري.

- ثالثاً اشتباكات جامعة الدول العربية هي عبثية لا معني لها ورغم إننا مرتحتش ليها عموماً, بس فائدتها لمجموعات معينة "علقة أو نمرة" علي الداخلية في ذكري ملحمة نضال, وفقاً لناس كتير حالتي الوفاة كانوا في اشتباكات عبد المنعم رياض مش جامعة الدول. والصراحة الأعداد سواء في الاشتباك نفسه أو ظهر الاشتباك كانت كبيرة تقريباً عدة مئات لحد 11 بليل, وده عدد كبير بمقارنته باشتباكات كتير في عهد مرسى استمرت أيام متصلة. وعشان كده مقدرش أقول أني معاها أو ضدها بصورة قاطعة, لأن فيه جوانب كتير تدخلت فيها.

ده تقييم وتحليل شامل لمجمل الأحداث والوقائع خلال اليومين اللي فاتوا, وهو رأى شخصى ممكن يحصل اختلافات أو إتفاق عليه.