اللحظة الاولى : الاحد 2 يناير
2011 مساء .. داخل احد المنازل بضاحية مطار امبابة ..
كان البرد قارسا بتلك الامسية
فى الايام الاولى للسنة الجديدة .. دلف الصبى الصغير – ذو الـ 16 ربيعا – الى غرفته الضيقة بذلك المنزل
فى ضاحية مطار امبابة .. فتح حاسبه الشخصى وتوجه مباشرة الى صفحته المفضلة " كلنا
خالد سعيد " على موقع " فيسبوك " .. مرت عيناه سريعا على اخر
كتابات " ادمن الصفحة " ليتدفق الحماس والامل الى روحه من جديد .. كم غيرت
تلك الصفحة الافتراضية الكثير فى قلبه ووجدانه ..
يتذكر الصبى بوضوح اثر تلك
الاحداث فى العام المنصرم على تفكيره ومعتقداته .. كيف - بمقتل شاب دون ادنى ذنب - تغير
منهج حياته بالكامل .. جريمة قتل الشاب خالد سعيد على ايدى اولئك الظباط الاوغاد
دفعته دفعا الى المشاركة والنزول تضامنا معه .. بل وقلبت حياته راسا على عقب ..
فاهمل دراسته – وهو الطالب المتفوق بالصف الثانى الثانوى – ليقبل على وقفات
احتجاجية امام دار القضاء ونقابة الصحفيين مع حركات كفاية و 6 ابريل وغيرها .. كانت
جل اهتمامات الصبى الصغير خلال اخر عامين التضامن مع شعب فلسطين المحتل والعراق المفتت
.. بعد تلك الجريمة النكراء تحول فكره الى بلده الام موقظا الحافز الوطنى بداخله ..
بدأ يعيد النظر فى كل الامور من حوله .. كيف تردت الاحوال وساءت فى كل المجالات
على هذه الارض الطاهرة المليئة بالخيرات .. !!! لابد ان يكون له دور فعال فى مقاومة
كل هذا الكم من الفساد .. لم يخش شيئا من بطش الامن السافر او جبروت النظام المستبد
فى قمة طغيانه .. لم يكن الصبى قد تعدى بعد السادسة عشر من عمره ولكنه قلبه قد فاض
قوة وحماسا واستقر فى وجدانه الكثير مما لم يدركه من هم فى اضعاف سنه ..
فى تلك الليلة الباردة من شهر
يناير كان القلب الصغير بالغرفة مشتعلا يتمزق من الالم بسبب ذلك الحادث الارهابى
المفتعل منذ يومين فى كنيسة القديسيين والذى راح ضحيته قرابة 21 شهيد وعشرات
الجرحى فى محاولة لاشعال نار الفتنة من جديد فى قلب الوطن الراسخ .. انتقل الصبى الى
صفحته على " فيس بوك " وهو يبحث عما يشفى غليله ليجد ضالته فجاة - فعالية
تضامنية مع شهداء الكنيسة يوم 7 يناير - كانت عبارة عن مسيرة مسائية من ساقية
الصاوى بالزمالك الى كنيسة المرعشلى تحت عنوان " هنعيد سوا كلنا مصريين كلنا
دروع بشرية لحماية مصر " فى ذكرى عيد الميلاد المجيد ..
تواصل الصبى سريعا مع
المنظمين للفعالية - ومنهم د. محمد الصاوى - وابدى استعداده للمساهمة بكل ما
يستطيع .. ساهم الصبى فى الحشد الالكترونى عبر فضاء الانترنت واتطلع على تفاصيل
تنظيمية على الارض سيقوم بها اثناء الفعالية كعضو منظم .. قام بتسجيل ما يلزمه من لافتات
وادوات حتى يبدأ فى اعدادها الايام المقبلة ثم خلد الى النوم وقد ارتاح ضميره بانه
سيؤدى واجبه فى محاولة للم شمل الامة وادانة اى انتهاك ضد اى فصيل من نسيج الشعب ..
احمد طه اثناء وقفة كنيسة المرعشلى 7 يناير 2011 |
اللحظة الثانية : الثلاثاء 25 يناير 2011 منتصف الليل .. داخل نفس المنزل بضاحية مطار امبابة ..
عاد الصبى الصغير الى منزله فى
منتصف الليل وهو لا يكاد يلتقط انفاسه من فرط الاثارة والحماس .. لم يتخيل ابدا ان
تاتى هذه اللحظة الفارقة .. لم يتخيل ان ينطق ابو الهول الذى صمت خلال 30 عاما .. لم
يتخيل ان الحلم فى التغيير قد يتحقق قريبا .. اندفع الى حاسبه وفتح حسابه الشخصى
على " تويتر " - والذى يشارك به منذ فترة - حيث يدون اراءه وافكاره المتوهجة
من خلاله .. نقل سريعا بعض التغريدات عن هذا اليوم المشهود .. 25 يناير .. ثم قام
بفتح مدونته " فداكى يا بلدى " حيث كان يسجل بها - منذ شهور عدة - كل
مايجول بخاطره من مشاعر وطنية متدفقة تجاه بلده ..
سجل الصبى فى مدونته كل ما مر
به خلال يومه الرهيب .. سجل لهفته الشديدة لفعالية " 25 يناير وقفة ضد الفساد
والظلم والقهر " منذ ان اعلنت عنها صفحة " كلنا خالد سعيد " منذ
عشر ايام .. دون كيف توجه لصلاة الظهر فى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين حيث كان التجمع
بعدها فى الساعة الثانية ظهرا ليجد ان الاعداد محدودة الى حد ما .. شرح كيف شارك
فى الهتافات والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية مع ازدياد الاعداد بالمسيرة
حتى تخطت الالفى شخص عندما وصلت الى دار القضاء العالى حيث انضمت اليها مسيرات
اخرى من مساجد متفرقة .. وصف الصبى كيف اعتلى رجال الشرطة - ومعهم اناس بزى مدنى
وبلطجية - اسطح مبنى الشهر العقارى ونقابة المحامين وبدأوا فى الهجوم على
المتظاهرين السلميين بالخراطيش والطوب لتبدأ الاشتباكات .. اوضح الصبى كيف ازدادت اعداد
المتظاهرين بسرعة حيث ان تلك المنطقة حيوية للغاية ويمر بها آلاف المواطنين يوميا ..
لم يصدق الصبى كل ما رءاه فى هذا اليوم الغير عادى .. كان فى قمة الانبهار
والفخر بعد ان راى الوف من الشعب تصرخ من الغضب لاول مرة فى شوارع العاصمة المنتفضة ..
سجل الصبى كل ما رءاه ولمسه وشعر
به .. ثم استلقى على سريره وهو فى ترقب ولهفة للنزول اليوم التالى ليستكمل مسيرة
الكفاح فى مقاومة ذلك النظام الذى عاث فى الارض فسادا وطغيانا ..
اللحظة الثالثة : الجمعة 28
اكتوبر 2011 بعد صلاة المغرب .. ميدان التحرير ..
كانت الجنازة حاشدة فى مساء تلك الجمعة بميدان التحرير
.. شارك الصبى فى تشييع جثمان عصام عطا - شهيد التعذيب داخل سجن طره - حيث انطلقت المسيرة
بالنعش من مسجد عمر مكرم بعد الصلاة عليه وطافت بالميدان عدة مرات .. كان الصبى يهتف
من اعماق قلبه ضد التعذيب والانتهاكات وكان احيانا يقود الهتاف بكل ضراوة ضد
العسكر ووزارة الداخلية ..
كان التعب قد حل بجسد الصبى الصغير وقد انهكته فعاليات اليوم الطويل
ولكن روحه ما تزال قوية صامدة .. استرجع الصبى فعاليات جمعة اليوم - جمعة الانتقام
من بقايا النظام - التى شارك فيها بدءا من قدومه الى الميدان فى الصباح الباكر
مرورا بتنظيم حركة المرور وكتابة اللافتات وتوزيع " منشورات " ضد انتخاب
الفلول ثم مسيرة الى مبنى " ماسبيرو " بعد صلاة العصر تنديدا بمذبحة
ماسبيرو واخيرا جنازة الشهيد عصام عطا ..
ورغم تلك المجزرة البشعة منذ 3 اسابيع فقط - والتى سقط فيها 27
شهيدا وعشرات المصابين - الا ان المحتجين الذين شاركوا فى تلك المليونية لم يتجاوزوا الاف
قليلة تجمعوا فى احد اركان الميدان الواسع وهو ما لم يفت اطلاقا فى عزم الصبى الذى
يدافع عن قضية يؤمن بها ولا يلتفت للاعداد من حوله ..
لم يشعر قلب الصبى بالتعب او اليأس ابدا .. لم يمل
الصبى من تتابع عشرات المليونيات الاسبوعية منذ اندلاع الثورة فى الخامس والعشرين
من يناير الى هذا اليوم والتى ما تزال تنادى بالحرية والعدالة الاجتماعية .. شارك
الصبى باخلاص فى اغلبية الفعاليات من بدايتها الى نهايتها .. ساهم ايضا فى
الاعتصامات المملة البطيئة .. كان متواجدا فى معظم الاشتباكات وفض الاعتصامات خلال
التسع شهور الاخيرة .. لم يشعر - ولو للحظة - بالاحباط من عدم وجود اى تغيير منذ قيام
الثورة بل وساءت احوال البلاد اكثر واكثر .. كان قلب الصبى مازال ينبض املا
وتفاؤلا بمستقبل افضل للوطن ..
اللحظة الرابعة : السبت 29
اكتوبر 2011 فجرا .. امام البوابة الخلفية لدار القضاء العالى ..
كان الصبى يتم
اقتياده بقسوة من ملابسه من داخل دار القضاء العالى فى فجر ذلك اليوم لينقل الى سيارة
الشرطة المكشرة عن انيابها امامه .. لم يعد يفهم ماذا الذى يدور .. لم يعطه ايا من
الذئاب الحائمة حوله اى فرصة للاستفسار لماذا يتم ضربه وسحله وانتهاك جسده ومن هم
وما هى جريمته .. كان جسده الضئيل منهارا بالكامل .. خلال بضع ساعات فقط حدث له ما
لم يتخيل ان يتعرض اليه فى يوم من الايام .. سمع من حوله اصوات كاميرات تصور ولكنه
لم يستطع ان يرى شيئا من قبضة معتقله الغليظة .. حاول استجماع شتات نفسه وتجميع
افكاره وهو منقاد وسط رجال الامن بزيهم الميرى مع اخرين بالزى المدنى ..
استرجع الصبى
ماحدث له خلال الساعات القليلة الماضية.. حيث تم اعتقاله من امام صيدلية الاسعاف
المواجهة لدار القضاء العالى اثناء عودته لمنزله ليلا - بعد انتهاء فعاليات
المليونية - ليجد رجلان يضربانه ويسحلانه ويجرناه الى الباب الامامى لدار القضاء حيث
تجمع عدد من الرجال الغلاظ وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب والسب والاهانات حتى فقد
الوعى .. استيقظ داخل سيارة شرطة لينقل الى مكتب بالطابق الاول بدار القضاء حيث
قام 10 اشخاص بزى مدنى بضربه وتعذيبه مجددا .. تم وضع شريط اسود على عينيه
ليستجوبه شخص متهما اياه بتسع تهم منها الاشتراك فى ثورة 25 يناير والاشتراك مع
حركة 6 ابريل فى حملة الدائرة البيضاء والسوداء وتلقى اموال من الخارج والتدريب
خارج مصر على كيفية التظاهر – وهو لا يملك بطاقة ولا جواز سفر – وايضا تهمة التدوين
على " الفيس وتويتر " .. وبعد انكاره للتهم قام بضربه بقسوة ثم قام
احد الاشخاص بالاعتداء الجنسى عليه واغتصابه مما ادى الى نزيف لمدة نصف ساعة .. ثم ضربوه مرة اخرى وقصوا
شعره وسالوه عن مدى معرفته ببعض الشخصيات الثورية فانكر معرفته بهم ليضربوه مجددا ..
مرت كل هذه اللقطات
سريعا بذهن الصبى حتى تم نقله الى سيارة الشرطة تحت حراسة امنية مشددة .. انطلقت
السيارة الى جهة لا يعلمها الصبى وهو لا يدرك مصيره المجهول .. بل لم يستوعب بعد اى
انتهاك وتعذيب تعرض اليه خلال الساعات القليلة الماضية وممن وما الجرم الذى
اقترفته يداه ..
اللحظة الخامسة : الخميس 12
يناير 2012 مساء .. عنبر الاستقبال داخل سجن المرج ..
دلف الصبى الى عنبر الاطفال
داخل سجن المرج فى ليلته الاولى به .. كان من المفترض ان يتم نقله لحبس انفرادى
باستقبال السجن ولكن بسبب ظرف ادارى تم نقله تلك الليلة الاستثنائية الى ذلك
العنبر الذى يعج بقرابة الـ 50 سجينا من دون السن .. تعرف الصبى على بعض سكان العنبر ..
كان من بينهم شاب يدعى محمد على - مازال فى ال 19 من عمره - وهو الوحيد المعتقل
سياسيا اما الاخرين فهم جنائيين .. اخبره محمد انه تم اعتقاله فى احداث مجلس
الوزراء .. لم يكن الصبى يعلم عن تلك الاشتباكات الكثيرة فى قلب العاصمة الا قليلا
.. لم يستوعب الصبى كلام الشاب عن احداث عنف بمحيط مبنى مجلس الوزراء او مدى شدتها
او تلك التهم الهائلة التى تم تلفيقها الى طالب الثانوى ذلك .. تركه الصبى ليستلقى
على سريره ويسترجع بذاكرته فترة شهرين ونصف من العذاب ما بين قسم الوايلى وقسم
الازبكية وسجن طره واخيرا سجن المرج ..
- جالت بخاطر الصبى ذكريات
اسوأ ايام حياته فى قسم الوايلى البغيض حيث تم نقله اليه مباشرة من دار القضاء بعد
اصاباته الجسدية والنفسية الهائلة .. تذكر كيف قضى هناك قرابة 25 يوما منهم 15 فى
حبس انفرادى فى غرفة مفقرة بشبابيك مفتوحة وبها صنبور مياة مفتوح ليل نهار حتى تكون
الارض مبتلة دائما فى عز الشتاء فلا يمكنه النوم .. كيف كانت الغرفة بلا اى فرش والارضية
كلها رمال وبلا اى مكان للتبول .. كيف ظل طوال هذه المدة بلا اية خدمات او رعاية
صحية بعد اصاباته الجسدية البالغة .. بل لا تفتح بوابة الزنزانة الا كل عدة ايام ليقذف
بـ "ساندويتش" او اثنين .. كيف تم نقله بعدها الى عنبر جماعى ليقبع 10 ايام بين مساجين
جنائيين عتاولة بمختلف التهم من فوق السن .. ؟؟!! كيف تحمل 25 يوما بقسم الوايلى فى
التحقيقات بلا محامين للدفاع عنه .. ؟؟!! بل والاغرب ان والده لم يعلم عنه شيئا
لمدة 17 يوما من اختطافه واحتجازه بقسم الوايلى حيث كان ظباط القسم ينفون وجوده
تماما .. !!
- استعاد الصبى ذكريات نقله الى قسم الازبكية
لفترة شهرين قضى منهم 10 ايام حبس انفرادى والفترة المتبقية كانت مع متهمين
جنائيين فوق السن ايضا .. !!!
- تذكر الصبى كيف تمت محاولة نقله مرتين الى سجن طره .. وكان يتم ارجاعه فى نفس اليوم لقسم الازبكية لانه تحت السن ولا يمكن قيده بسجلات السجن .. ؟؟!!
- تذكر الصبى كيف تمت محاولة نقله مرتين الى سجن طره .. وكان يتم ارجاعه فى نفس اليوم لقسم الازبكية لانه تحت السن ولا يمكن قيده بسجلات السجن .. ؟؟!!
- استرجع كيف تم عرضه على
نيابة عادية وليس نيابة الطفل رغم انه مازال تحت السن .. ؟؟!! كيف تم التحقيق معه
اربع مرات مرة داخل دار القضاء ومرة مع شرطة عسكرية بقسم الوايلى ومرة اثناء عمل محضر
بقسم الوايلى – وتم ختمه بختم قسم الازبكية للتمويه مع استمرار حبسه بالوايلى حتى
لا يصل اهله اليه – ومرة اخيرة عبر محضر بنيابة الازبكية .. ؟؟!! كيف اتهموه بحيازة سلاح نارى وذخيرة رغم ان المثبوت بالمحضر
انه كان معه كراسة محمول فلاشة .. ؟؟!! كيف رفض وكيل النيابة عمل تقرير طبى عن
حالته ورفض ذكر حالة التعدى الجنسى عليه او اصاباته المتفرقة فى انحاء جسده الواهن
خلال التحقيقات .. ؟؟!! كيف ظل تحت حراسة مشددة للغاية اثناء
تنقلاته للنيابات والمحاكم ثم التجديد الابدى بحبسه .. !!!
- مرت كل هذه الذكريات
الكئيبة سريعا بذهن الصبى قبل ان ينام وهو يعلم بانه سينقل مجددا الى السجن الانفرادى بالغد..
وربما يعود مرة اخرى لعنبر الاطفال الذى يعج بالمتهمين الجنائيين وخلافه الى ان
يقضى الله امرا كان مفعولا ..
اللحظة السادسة : الاربعاء 8 اغسطس
2012 مساء .. امام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين ..
" مكملين طول ما فى الحبس
مظاليم " .. كانت تلك اللافتة التى انتقاها الصبى فى تلك الوقفة التضامنية مع
المعتقلين امام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين فى ذلك المساء .. كانت قدما الصبى قد لمست
الاسفلت منذ اسبوعين فحسب .. ولكن قد انمحت آلامه وانكساراته داخل القيد الذى
ابتلعته روحه الثائرة منذ الايام الاولى لاعتقاله .. رغم انه فقد تسع شهور كاملة
من عمره فى غياهب السجون .. رغم بتر سنتان من دراسته فاصبح اصدقاءه مقبلون على
الجامعة وهو مازال بالصف الثانى الثانوى .. رغم انه فوجىء بمدرسته الثانوية تقوم
بفصله تماما بناء على اوامر عليا .. الا ان قلب الصبى مازال ينبض روحا وقوة
واملا فى غد افضل ..
وقف الصبى ليعبر عن رايه بكل قوة
امام الجميع ويعلن تضامنه الكامل مع اخوته الذين ما يزالون يقبعون فى الزنازين المظلمة
.. كان الصبى يشعر من اعماقه بكل هؤلاء المظاليم الذى يتآكلون يوما بعد يوم ..
ولما لا وهو كان مثلهم منذ ايام قليلة مجرد " رقم " فى سجلات السجون
ومحاضر النيابة ..
خرج الصبى وهو لا يريد الا
استكمال مشوار الكفاح والنضال من اجل حياة افضل لشعب بلده .. لا تعنيه اموره
الشخصية او المعيشية .. فقط شيئا واحدا يريده لنفسه .. استرداد حقه المعنوى فى
معرفة هوية الجهة التى اعتقلته ونهشت جسده الصغير ودهست 9 اشهر من حياته .. اجتثت
من الصبى 9 شهور كاملة عبر تجديدات حبس من النيابة لا تنتهى فلم يمر بنصف احداث
الثورة .. لم يشهد الصبى ايا من احداث محمد محمود او
مجلس الوزراء او مجلس الشعب او محمد محمود 2 او العباسية 2 ولا يعلم شيئا عن
الانتخابات والدستور وغيرها .. بل ان قرار اخلاء سبيله على ذمة التحقيق صدر نتيجة ضغط منظمة الامومة
والطفولة العالمية على النائب العام عبر فاكس الى مكتبه وتهديده برفع قضية ضده فى المحكمة الدولية .. كل ما يبتغيه الصبى الان هو استرداد حقه الطبيعى
الذى سلب منه ..
عفوا انه ليس صبى صغير بل هو بطل
كبير .. بطل كافح وقاوم فى صمت وصمد امام المعتدين من اجل حرية وطنه ..
انه البطل احمد محمد طه حبيب –
اختصارا احمد طه – والشهير بين رفاقه القدامى باسم احمد المصرى ..
ادعموا البطل احمد طه لنيل
حقوقه :
حساب احمد طه الشخصى على الفيس
بوك
حساب احمد طه الشخصى على تويتر
احمد عاطف
3 سبتمبر 2012
لازم حقه يجى المجد للابطال اللى واقفين فى وش النار حقه مش هيضيع هضر الثورة ى يوج بها ابطال كثيرا ومش خو حقهم لازم تعويض معنوى ومادى المجدللابطالالمجدللمجهولين وكل يوم سنعرف بطل جديد
ردحذف